التَّوَهَــان فِي رَمَضَــان 1

السبت، ٦ رمضان ١٤٢٩ هـ


كان يا ما كان .. في سالف العصر و الأوان
فتاة تنتمي لعالم الطفولة
و في حكاياتي القادمة هي من يلعب دور البطولة
فيا أيها الملك الشجاع
أتمنى أن تجد في قصصي التسلية و الإمتاع
و سأبدأ الليلة بقصِّ فاتحةِ القصص
و مما في جعبتي أقدِّم أولى الحصص
فلنستمع إليها تروي حكاياتِها
و من توهانها تشكو معاناتِها

 
:

حدثت هذه الحادثة .. في زمن قديم جداً ـ أي في غابر الزمان ـ
كان عمري وقت حدوثها ما بين الخامسة و السابعة و كانت في رمضان
ذهبت مع أخي الأكبرعلى دراجته ـ سيكله ـ إلى بيت إحدى صديقات أختي الكبرى ، لنحضر لها غرضاً ما ، و الحمد لله أنني لم أعد أتذكره :)
و كان منزلها بعيداً .. أي لم تكن من الجيران
في طريق عودتنا إلى المنزل .. حدث بيني و بين أخي ما يحدث عادةً بين الإخوان
يعني باختصار ـ هواش ـ
غضبت منه ، و ثارت كرامتي ، ـ هل تستطيع التواجد مع شخص أنت منه غضبان ؟
نزلت من المقعد الخلفي للدراجة الفاخرة .. و قررت أن أكمل بقية المشوار مشياً على الأقدام
و ركضت .. و أخي يلاحقني بالدراجة ـ فيلم مطاردة << عشان لا تقولوا مافي أكشن ـ و أصبح كل همي كيف أهرب منه
و في لحظةٍ من اللحظات .. تلفت حولي ........... فلم أجد أي إنسان !!

ـ نسيت أن أخبركم أن هذا الحدث كان في المساء ـ
و لم تكن الشوارع تُضاء بالأنوار ـ حينها ـ فكانت البيوت في الظلام الحالك كالغيلان
ماذا أفعل ؟ .. وا مصيبتاه !! << أبي أمِّي ـ أمك ميتة ـ / طيب أبي أبوي ـ أبوك مو موجود ـ / طيب أبي زوجي ـ توك صغيرة مالك زوج ـ <<< أقول ابكي و انتِ ساكتة
و أصبحت دموعي تفر من عيني .. كما فررت من أخي
و الشيء الغريب .. أنها لم تكن تنزل دمعة.. دمعة .. بل دمعتان .. دمعتان !!
ـ و سرت وحدي شريداً .. محطم الخطوات .. تهزني أنفاسي .. تخيفني لفتاتي ـ
إلى أن وصلت إلى مقهى شعبي ـ ليس كمقاهي اليوم الفاخرة ـ
فكانت مقاعده من أعواد الخيزران التي تُستعمل الواحدة منها في تأديب البزران :)
و فجـــــأة ..
وقف رجل بسيارته .. و كان رجلاً متوسط السن
و سألني : وش فيكِ ؟ .. ليش تبكين يا بنتي ؟
و أرد عليه .. و دموعي تتطاير من فمي
ـ أأأأنا ما أأأأعرف فين راح أخخخخوية ... وييييييييي <<< صوت بكاء
ـ طيب تعرفي بيتكم ؟
(( أتذكر عندما كنا نعود من السوق .. كنا نخبر السائق بالعنوان .. و الحمد لله أنني تذكرته !! ))
فردَّدت كالببغاء العنوان
ـ و الله يا بنتي ترى أنا ما أعرف وين المدرسة اللي تسكنون خلفها
بس أكيد ولدي يعرف نروح ناخذه من البيت عشان يدلنا
ـ و يلعب الفار في عبي ـ لم أكن أعلم شيئاً عن مصائب الدنيا ، و لكن هي الفطرة ـ سبحان الرحمن ـ
و بما أنه لم يكن أمامي حلٌ آخر ، سلمت أمري لله ، و جلست كالهرة في البرد ـ متكومة في المقعد الخلفي من السيارة ـ
و فعلاً ذهب إلى منزله الذي لم يكن بعيداً ، و أحضر ولده الذي كان فعلاً يعرف المكان
و وصلنا إلى المنزل ، و انشرحت أساريري ، فانفرج ثغري عن ابتسامة من الأذان للأذان <<< على قولة أخواننا السودانيين من الأضان للأضان :)
ـ هذا هو البيت يا بنتي ؟
ـ اااااااااايوة
ـ أكيد ؟
و بدون أن أؤكد له ، كان إخواني ينتظرون أختهم المصونة خارج المنزل ـ و أحمد الله حمداً كثيراً أن والدي لم يكن موجوداً في المنزل ـ
و إلاَّ أقام لي مهرجان
و بمجرد دخولي المنزل ، استقبلوني بالحفاوة و الترحيب
فتطايرت الصحون و الملاعق على إثرها ، و لكن الله سلم ـ ولم أدخل على إثر الاحتفال الصاخب المستشفى ـ

:
:

ما يستفاد من القصة :
لا تروحوا مع إخوانكم الكبار أي مكان
و خصوصاً على دراجاتهم :)
:
:
و حتى يوم الجمعة المقبل لكم مني أطيب الدعوات بصيام مقبول
:

19 التعليقات:

شهدالعولقي يقول...

أختي عائشة..عيشتيني في أكشن على طول خط الأقصوصة،يعني خمنت أنه صار لك شئ وهجست المواضيع بشكل تحقيقي وجنائي،لكن حمدا لله على سلامتك الغالية،تخيلي أنه وقعت هذي الحادثة بيد ناس مايخافون الله لكنتي الآن أقصوصة المجلات والصحف،عموما ماراح أعيشك في أكشن جديد،واسمحيلي أهنيك على أسلوبك القصصي الرائع،وأدعو الله أن ينشر الأمان والأستقرار بين الأنام تفاديا للوقوع من مشكلة العناد والتوهان..

Aisha Talib يقول...

الغالية / شهـــد ..

على الرغم من وجودي عدة مرات على شفير التهلكة إلا أني أظن أن دعوة الوالد بعد لطف الله هي السبب في عدم الوقوع بها

قال تعالى في سورة الكهف ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82))

فسبحان الله ينجي الأبناء بصلاح الآباءو الأجداد

عزيزتي وجودك هنا أسعدني

شكراً لك

Unknown يقول...

::

حمداً لله أن ملائكته تحفظ / تحرس الأطفال من شر ما خلق

و شكراً لله على سلامتك ياحبيبة

وإلاَ كنتُ حُرمتُ ثروة عظيمة - لاقدّر الله -منحني الكريم إياها


سأشتاق إلى الجمعة القادمة إن أحياني الله

لاحرمتكِ من نـور


|| هبه / بنت الشموع ||

::

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

وبعد ..
فهل تركت ست البنات بعد هذه القصة و الواقعة العناد ؟
أضحك الله سنك .. كما قالت غاليتي الصغيرة / شهد: ( أسلوبك القصصي ..رائع ) ..
ولكن انتبهي فأسلوبك في العناد يظهر أشياء كثيرة !
وجانب من شخصيتك .

في أمان الله وننتظر المزيد :)

Aisha Talib يقول...

الغالية / هبـــه

و كان بعد فراقنا اجتماعاً لندرك أننا لم نفترق سوى أجساداً ..

آسفة حقاً على كل السنوات التي مرَّت دون أن نكون فيها معاً ..

تخيلي لو في طفولتنا كنا مع بعض << ربي رحم المسلمين :)

Aisha Talib يقول...

بسام ..

لن أحرق المفاجآت ففي جعبتي الكثير منها :)

ـ ولكن انتبهي فأسلوبك في العناد يظهر أشياء كثيرة !
وجانب من شخصيتك .ـ

زي ايه ؟؟ :)


تحياتي

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

الكريمة / عائشة ..
سيظهر لنا أنكِِ كنت ِ طفلة مميزة :) عن بقية إخوتك ( كما ذكرتِ في أول التدوين ـ كنت الأذكى و الأصغر و الأفضل ـ ) ولقد قادكِ ذلك إلى اضطراب سبب لكِ الإحراج في بعض المواقف منها القصة الآنفة .. فأنتِ يتعكر مزاجك ِ سريعا و تجادلين وبشدة لإثبات شخصك وربما يؤدي تصرفك ٍ إلى مضايقة الآخرين .. كما في القصة ( جعلت أخوتكِ كلهم يستنفرون و ينتظرون بقلق عودتك .. ) ولعلكِ تجمعين مع هذا الانتقام من الآخرين عندما تظنين أنهم لا يقدرون شخصك ..
ماذا بقي !! :)

ـ لا يؤخذ هذا الحديث إلا أخذا خفيفا فالمقصد إضافة نكهة الفكاهة ـ
وننتظر ما بقي في جعبتكِ ..
هذا و لكِ وافر التقدير و الإحترام

alwani يقول...

أسلوبك رائع يا أختي عائشة :)


لا أنكر كنت خائفة عليكِ وأنا أكمل سطور قصتك


وما إن انتهيت


كان لكِ دعوتي

أن يحفظك الله داااااااائماً يا عائشة الغالية

lyalalhayat يقول...

جدا اسلوبك رائع في سرد القصة ومشوق
والحمدلله على السلامة

Aisha Talib يقول...

بسام :

سيظهر لنا أنكِِ كنت ِ طفلة مميزة :) عن بقية إخوتك ( كما ذكرتِ في أول التدوين ـ كنت الأذكى و الأصغر و الأفضل ـ ) ولقد قادكِ ذلك إلى اضطراب سبب لكِ الإحراج في بعض المواقف منها القصة الآنفة ..

<< اممممممممم ليس كثيراً
:
فأنتِ يتعكر مزاجك ِ سريعا

<< صحيح
:
و تجادلين وبشدة لإثبات شخصك

<< نعم صحيح في بدايات مراهقتي
:
وربما يؤدي تصرفك ٍ إلى مضايقة الآخرين .. كما في القصة ( جعلت أخوتكِ كلهم يستنفرون و ينتظرون بقلق عودتك .. )

<< لا مافي أحد يتضايق مني :) كلهم يحبوني :)

:
ولعلكِ تجمعين مع هذا الانتقام من الآخرين عندما تظنين أنهم لا يقدرون شخصك ..

<< لا أحب الانتقام و لكني أدافع عن نفسي جيداً :)

:
ماذا بقي !! :)

<< هبه تقول إنت ساحر :)
:
ـ لا يؤخذ هذا الحديث إلا أخذا خفيفا فالمقصد إضافة نكهة الفكاهة ـ

<< و أنا لم يكن تساؤلي إلا من قبيل الفكاهة :)
:
وننتظر ما بقي في جعبتكِ ..

<< مفاجآت
:
هذا و لكِ وافر التقدير و الإحترام

<< انت كمان :)


ربي يسعدك

Aisha Talib يقول...

ألواني

الله يحفظك بعينه التي لا تنام


شكراً غاليتي


أسعدني جداً تواجدك

Aisha Talib يقول...

بوح القلب و العقل :


أختي الجميلة شكراً لك

و كل عام و انت بصحة و خير و سعادة


سعيدة جداً بتواجدك

محمد سعد القويري يقول...

الأخت عائشة
الله يهديك
لكن
أعجبتني عزة نفسك
وكبريائك
فقد اخترت المشي على وسيلة المواصلات الفاخرة ..
الحمد لله انتهت على خير ^_^

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

ـ معذرة حذت التغليق السابق ـ وهذا هو ـ

الكريمة / عائشة
أمس كان الجمعة ! يعني وين المفاجآت
عسى المانع خيرا ً .. ننتظر ما يجود به قلمكِ الباسم .. و ذكرياتكِ في عالم العناد و التوهان .

مع أجمل تحية ..

( منو الساحر ؟ )

Unknown يقول...

::

مساؤكم مغفرة من الله و رضواناً


<< رسول شهرزاد يحدثكم من أرض الطهر و زمزم ليقول :

عائشة تبلغكم باعتذارها عن التأخير بسبب سوء المتصفح ):


وإلى حين




ود وأطغى

|| هبه ||


::

Unknown يقول...

::

baaaack << واحد فرحان

<< هذا المستخدم انتهز فرصة عطل المتصفح عند عائشة ليعثوا بالأرض فساداً >> أخلصي من الآخر إيش تبي << طيب طيب ..



القدير || بسام الكثيري ||

بما أن صاحبة العناد و التوهان لعب معها المتصفح لعبتها ومارس عناده معها

أنا من قالت و أنت المقصود بالساحر
لأنك عرفت أموراً كثيرة من خلال قصة قديمة قد لا نلقي إليها بالاً (؛

كيف ؟
علمنا ؟ والآرباح نص بالنص (:


تحية نقيّة


||هبه ||


::

Aisha Talib يقول...

محمد القويري :

إنت معايا في الخط
عزة النفس أهم شي صح :) ؟؟؟


الحمد لله ربك سلَّم

و شكراً على تواجدك

Aisha Talib يقول...

بسَّام الكثيري :


أشكرك على إطرائك .. فانتظارك لقصصي لهو أكبر حافز على مواصلة التوهان :)


أما بالنسبة للساحر فأعتقد أن هبه قد خرجت من قمقمها كالمارد .. و أشارت إليك << يا ويلك :)


ألف شكر

Aisha Talib يقول...

هبـــه :

أوريك <<< واحد يهدد

شكراً غاليتي على أن قبلتِ أن تكوني حمامة السلام و أوصلتِ رسالتي

بس ما كنك أستغليتِ الوضع شوية ؟؟
و اللي يطلعلك لي فيه النص ترى :)


ألف شكر و قبلة لجبينك