Bird 2

الاثنين، ٢٤ شعبان ١٤٢٩ هـ


كثيراً ما تُشبِه الحياة آلة عودٍ ضخمة بكل ما بها من :

نوتات منخفضة / حزن ..
نوتات مرتفعة / سعادة ..
و تقاسيم / التأرجح بين السعادة و الحزن ..

كلُّنا نستطيع الحزن لأنه الأسهل .. فلا داعي للبحث عن سبب للشعور به فأسبابه متوفرة و بكثرة ..

و لكن معظمنا لا يستطيع أداء النوتات المرتفعة .. لأن حبالنا الصوتية قاصرة عن الوصول إليها فهي غير متمرسة على أدائها ..
و من المعروف أن الجسم عند عدم ممارسة الرياضة يصبح متصلباً غير قادر حتى على تسلُّق هضبة صغيرة .. فما بالكم بجبال في أعلى قممها تتربع السعادة بكل بياضها و طهرها ..
لا أقصد هنا أن السعادة مستحيلة .. بل تحتاج إلى التدرُّب المستمر .. و الممارسة اليومية ..

نعم .. الممارسة !! ..

فالسعادة ليست شيئاً ضائعاً لا بد أن نبحث عنه لِنجده .. بل هي كالخبز لا بد أن يُصنع كل يوم ..
لا يجب أن تكون دواعي السعادة أمور ضخمة و مستحيلة ..
كأن أجد مليون ريال و أنا أُمارِس رياضة المشي على الكورنيش .. أو أن أتزوج ابن السلطان مثلاً :) .. أو أن أكون في جمال بياض الثلج و حُمرة الورد !! ..
بل ربما تكون أمور بسيطة جداً هي التي تجعلنا نرغب بالوقوف تحت المطر و الرقص مع أضواء السيارات ..
كأن أؤدي معروفاً لأحد .. أو أن يُشعرني أحدهم أني مهمة لأجله .. أو حتى أن أقرأ كتاباً جميلاً ..

فلنتمرن على الابتسامة فهي أولى درجات السلم الموسيقي ..
و لنصنع سعادتنا / خبزنا يومياً !! ..

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
:

12 التعليقات:

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

الكريمة / عائشة

السلام عليكم
كيف حالكم ..

أزمة الكثير من الناس مع السعادة في المفهوم .. فما هي السعادة في نظرهم حتى يعيشونها !!؟
لذا فهي شعور نسبي يختلف أثره وحقيقته من فلان عن آخر ..
يجهل الكثير من الناس أن السعادة في الرضا .. الذي يُولّد الهدوء و السكينة و الطمأنينة ..
فقد وَلّد السخط و الطمع و الهلع و الجري الحثيث وراء الدنيا و المال و الشهرة ؛ الكثير من عدم الرضا فذهبت السعادة ..
و الحزن أودية وشعاب و قيعان ممتدة على دروب الحياة الوعرة .. يطأها بعضهم فيَضيَع و يجهل كيف يخرج من مسالكها المظلمة ..
فاللهم نعوذ بك من الهم و الحزن ..

~ بـــدور ~ يقول...

السلام عليكم ,,

محتوى موضوعك جدااا أعجبني ,,

واعجبني طريقة تشبيهك للحزن والسعادة للاوتار ,,

فعلا ,,

الحياة مزيج من الحزن والسعادة بلا شك ,,

ودائما مايكون جرعة الحزن لدينا اكثر من جرعة الفرح !!

ولكن للاسف نحن فريسة سهلة لهذا الحزن ,,

وسرعان ما ننهار ونبكي ,,

وكاننا ننتظر هذا الحزن ,,

لا ,,

يجب علينا التفائل ,, والبحث عن مفاتيح السعادة بأي طريقة ,,

فدائما نهمل البحث عن السعادة ,,

وما يتعلق بها ,,

بل يجب علينا ان نعرف كيف نسعد انفسنا بالبحث عن السبل والوسائل التي تؤدي للسعادة ..

" لا يأس مع الحياة "

و " نعم للتفائل ولا للتشائم " ..

عذرآ على الاطالة صديقتي ولكن أعجبني محتوى وفكرة موضوعك ,,

جميييل جدآآآ ,,

تقبلي تحياتي وكل عام وانتي بخير ,,

محمد سعد القويري يقول...

الأخت عائشة
ذكرني هذا الموضوع
بلوحة رسمها مبدع
أرسلها لي أحد الإخوة
وكانت تحتوي على أب وأم وأربعة من الأبناء ينامون على سرير واحد مهترئ ومع ذلك البسمة قد رسمت على شفاه الجميع ، وكأنها تؤكد كلماتك .

Aisha Talib يقول...

بسام كثيري

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

الحال عال العال و الحمد لله :)
:
دار بيني و بين مجموعة من المحيطين حوار حول مفهوم السعادة..
رأيي الشخصي أن الفرح يختلف عن السعادة
فالفرح شعور وقتي بتأثير سبب لحظي و هو كالديناميت .. انفجاره هائل و لكن خموده سريع .

أما السعادة فهي شعور عميق نابع من أعمق أعماق العقل و القلب .. فهو كما أسلفت مرداف للرضا و من آثاره الجلية الطمأنينة و السكينة ..

فما الفرح و السعادة إلا كسطح المحيط و أعماقه

و من ناحية أخرى يبدو الحزن كجبل صخري يقف في وسط المحيط و قد نحسب أنه باقٍ إلى الأبد .. و لكنه زائل بحول الله مهما طال الزمن .

و لا يجب أن ننسى أن الحوادث تنجذب للأفكار المشابهة .
فمن كان تفكيره إيجابي جذب الأمور المفرحة و العكس بالعكس

و كما قال الله سبحانه و تعالى على لسان نبيه عليه الصلاة و السلام :
أنا عند ظن عبدي بي ـ أو كما قال تعالى ـ
فمن ظن بربه خيراً وجد خيراً
و الله خيرٌ ثواباً و أعظم أجرا

و كما قالوا ابدأ يومك بابتسامة .. تظل تبتسم طيلة اليوم :)

بسام كثيري .. لك من الشكر ما أنت أهل له

lyalalhayat يقول...

اختي الكريمة
السعادة عند كل شخص فلسفة مختلفة فمنا من سعادتة متشعبة ومنا من لاتتعدى ارنبة انفة !!!
لكن تبقى السعادة الحقة في القرب من الله واليقين الذي اذادخل قلب الأنسان علم ان كل شيئ بمقدار,واننا لا نزيد شيئاعلى حضنا ولاننقصة انما هي مسببات تقودنا الي غايتنا
جعلنا الله واياكم من سعداء الدارين الدنيا والآخرة
((يسعدني ان تزوري مدونتي وتثريه بإسلوبك ))

غير معرف يقول...

اللهم بلغنا رمضان واعنا على القيام والصيام
رائع طرحك هنا والمدونة اروع

كتبت في شحاذ العواطف كلمة :

نحن نعتاد الحزن و لانعتاد السعادة ، فأن أستيقضنا بأبتسامه قلنا أن السماء صافية .... كاتب الأنـثى

بالفعل يجب علينا ان نتعلم

كل عام وانتم بخير

سرني المرور من هنا
دمتي بود
عبدالله

Aisha Talib يقول...

الغالية / بـــدور ..

نعم صديقتي .. أصبحنا نخشى السعادة أو بالأحرى نخشى انتهاءها للدرجة التي تنسينا أحياناً التمتع بها ..

و لكن كما ذكرتِ .. لا للحزن ..
و كما ذكر القدير / بسام .. أن سيد الخلق كان يستعيذ بالله من الحزن فهو كالأثقال التي تشدنا نحو الأسفل .. و تغرقنا في بحرٍ من العتمة ..


شكراً غاليتي
لا حرمني الله منك :)

Aisha Talib يقول...

الفاضل / محمد ..

نعم أذكر اللوحة جيداً :)

و كما نعرف جميعاً فإن السعادة منبعها من الداخل و ليست من الخارج
و الذين يهربون من أحزانهم لا يدركون أنهم يصطحبونها معهم أينما ذهبوا


شكراً لك على زيارتك الأولى لمدونتي

Aisha Talib يقول...

بوح القلب و العقل :

صدقتِ أختي العزيزة .. السعادة .. كل السعادة في القرب من الله
و كما وردنا عن إبراهيم بن أدهم ـ و هو أحد الزهاد ـ يصف سعادته في ظلال طاعة الله قائلا : " والله إنَّا لفي سعادة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف"

و لكن لا يجب أن نبقى في أماكننا منتظرين السعادة بل يجب أن نصنعها بأيدينا ..
حتى الرزق غاليتي ـ و هو مكتوب ـ يجب أن نسعى له

سعيدة بزيارتك و لي شرف زيارة مدونتك غاليتي

Aisha Talib يقول...

الأخ عبد الله :

أشكرك على إطرائك و سرني مرورك

و بلغنا الله جميعاً رمضان و أعنا على صيامه و قيامه


و كل عام و أنت بخير

Mr.Caffeine يقول...

أختي عائشة ..

ربما تأخرت عن التعليق على الموضوع لعدم علمي به أتمنى أن يُغفر لي هذا التخلف عن ركب المعلقين ..

لن أزيد على روعة كلماتك وكلمات الإخوة والأخوات الذين سبقوني في التعليق سوى أنه لابد لنا من الضحك ملء قلوبنا حتى لو كان الحزن يسربلنا ويربض فوق قلوبنا ..لا بد لنا أن نقتات من فتات الفرح المتناثر حولنا ..ولنجعل روح المرح تطغى على فيض الملل والحزن الراكد في بحيرة ذكرياتنا وواقعنا المر ..

جميلة تلك التصنيفات والتشبيهات ..

سلم الله يراعك وبارك فيك ..

اعذري كلماتي المرتبكة ..وافكاري المبعثرة ..قد يكون تعليقي هزيلاً ولا يليق بما كُتب هنا ..ولكني لا أخفيك أنني في اسوأ ما أكون من حالات فأنا أشعر بالعجز والمرض والإرهاق والإحباط المكتسح السافر الذي يمد لي لسانه بسخرية مقيتة ..

لكن الحمدلله على كل حال ..

الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه ..

أشكرك مرة أخرى على نزف قلمك الذي انساني وجعاً قابع في أقاصي نقاط روحي ..


تحياتي لك ولقلمك المبهر المبهج

Aisha Talib يقول...

Mr.Caffeine

فلنتفق بداية أن لا نسيء الظن ببعضنا
فمن تأخر فله عذره .. و من لم يتواجد فله عذره أيضاً ..

اتفقنا ؟ إذن لنكمل ..

السعادة ليست نباتاً ينمو من تلقاء نفسه بل لا بد من بذر البذور كبداية ..
و ما بذور السعادة سوى :
الإيمان التام بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا و ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )

ثم الاعتقاد الجازم بحب الله لنا و أن كل قضاء يقضيه الله خير حتى إن لم ندرك الحكمة من وراء الابتلاء فيكفي أنها كفارات .

و الرضى الكامل بما كتبه الله علينا و هي أمور لا توجد بسهولة بل لا بد من تدريب النفس عليها ( من رضي فله الرضى )

لست هنا لأفلسف الأمور أو أتحدث من برجي العاجي و أحاول تسهيل الصعاب
فجميعنا نعلم أن الدنيا كدر و أنها سجن المؤمن و جنة الكافر
فأوصيك أخي في الله بالصبر و الاحتساب
( و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين )

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج همك و ينفس كربتك و يقضي حاجتك و يؤتيك من خيري الدنيا و الآخرة و يثيبك على ما أنت به من هم بالجنة إنه القادر على كل شيء


شكراً لتواجدك الجميل :)