Bird 1

الأحد، ٩ شعبان ١٤٢٩ هـ


صباحكم سعادة

:

دائماً ما عشقت التأمل !!

ففي مرحلة الدراسة كنت أتمنى لحظة فراغ حتى أُمارس فيها التحليق بأفكاري ..
و لكن لا سبيل لذلك ..

أما الآن ..
و قد أدَّيت ما عليَّ للمجتمع و للأسرة .. و للعالم أجمع .. فقد حان وقت التأمل ..

:

أنهيت معظم مراحل الدراسة الإجبارية و غير الإجبارية حتى أكون كائناً معترف به كمتعلِّم ..
و عملت بموجب سنوات دراستي لأصبح فرداً منتجاً في المجتمع ـ و حتى أحلِّل سنوات عمري التي استهلكتها المذاكرة ـ
ثم تركت عملي لأني لم أحببه ..

و تزوجت حتى أُسعِد أهلي ..
ثم تركته لأنني لم أكن سعيدة معه ..

و ها أنا الآن بدأت أدرس لغةً أخرى ـ لأنني أحببتها ـ
و ربما سأعمل عملاً آخر أحبه ..

و إلى أن يحدث شيء آخر ..
فهذا وقت الطيران !! ..
ـ أقصد التأمل ـ
.
.
أصبحت كالعجوز التي تلاحق نملة لمعرفة سبب اتخاذها هذا الطريق دون الآخر !! ..

قد نتساءل دوماً ..
ما سبب فضول العجائز ؟ ..

السبب بسيط جداً !! ..
لأن الإنسان كلما كبُر في العمر عاد طفلاً من جديد ..
" وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ "

لم أصل لمرحلة الشيخوخة بعد .. و لكنني أشعر بأنني أكملت دائرة حياتي بسرعة ..

أتساءل كثيراً ..
لماذا نحن هنا ـ في الشرق الأوسط ـ لا نعيش الحياة كسوانا فحياتنا جد قصيرة ..
فبمجرد أن تصل المرأة للثلاثين تكون قد كبرت على البدايات الجديدة ..
بينما في الخارج نجد أناس يبدؤون و هم في السبعين !! ..

هل هذا بسبب حرارة الشمس التي تُنضج كل شيء بسرعة ؟
ففي المناطق الحارة لا نستطيع زراعة أنواع معينة من المنتجات الزراعية التي تحتاج لوقت طويل نوعاً ما لنضجها .. فالشمس تحرقها قبل موعد حصادها ..

هنا كل شيء يتم بسرعة .. و كأن الوقت يلاحقنا .. و إن لم نسبقه سحقنا بجرافته ..
سعادتنا عمرها قصير و كذلك حزننا .. بل إننا نخشى السعادة و كأنها دينٌ سنسدده فيما بعد و نظل نردد " الله يعطينا خير هذا الضحك " .

لماذا لا نعيش الحياة بدل أن نتواجد فيها فقط ؟

:

أراكم على خير




* اللوحة للفنان الإيراني أيمن المالكي

:

10 التعليقات:

Mr.Caffeine يقول...

ها أنتِ ذي تتدفقين بعد احتباس حبرك لفترة طويلة أعجبتني انسكابات مدادك الأثيري ..

هنيئا لك بقدرتك على التدفق في البوح :)
:

"ماشاء الله تبارك الله "

:

كاتبة مثلك لا تحتاج لمديحي أو أطراءاتي على قوة النص ..

أدرك ذلك جيدا ..

وبالرغم من ذلك أبدي إعجابي بماسطرته أناملك ..

وقفت بذهول أمام تصويرك ووصفك لحالتك وتعمدت أن أكون أول المعلقين على هذا السرد المفحم كي لا أتأثر بردود من قبلي وخشيةً من أن أتاثر بكلماتهم فأعيدها لك بقالب آخر ممل ..

شعرت برعب أدبي يتسلل في عروق لغتي المهترئة بعد أن قرأت نصك هذا الذي لعبتِ فيه دور البطلة ..

البطلة التي لا تريد التعاطف ممن يقرأ ..


بل تريد الفهم ..الفهم فقط ..


وانا أفهم ما ترمين له ..


من خلال بوحك وسردك لبعض سيرتك شعرت بأنني ذلك الجالس على شاطئك أتأمل تلاطم أمواج معاناتك ..

معاناتك أختي الكريمة هي معاناة كل فتاة عازبة أو أي امرأة جربت حظها ولم تفلح..

فحكم عليها بالموت حية ووئدت مشاعرهاوأحلامها وأفكارها وأنوثتها..


لا تهتمي أختي "عائشة " فاللؤلؤة الثمينة يحتضنها البحر اللجي لفترات طويلة ..
حتى يجدها من يعرف قيمتها وجمالها وبهاءها فيحترم كل مافيها ويصونها أبد الآبدين ..

فلا جرافات الزمن ولا لهيب الشمس سوف تنال من هذه اللؤلؤة النفيسة ..

شكرا لك أختي على هذا البوح الراقي الذي منحني متعة مزدوجة لأحلق منتشيا بعبق حروفك الخريفية ..

نعم خريفية ..أشبهها بالخريف لأن الخريف فصل من أجمل الفصول الذي تتعرى فيه الأشجار وكلماتك جاءت كالخريف فقد عرت أشياء كنا نجهلها عنكِ ..

وقاك الله شر الشيخوخة ودمتِ جارة لصيقة للسعادة ..


لكِ مودتي

~ بـــدور ~ يقول...

بعد قرائتي لحروفك الفائقة الجمال ,

لا مجال لحروفي في التعليق !

سردك جميل جدا ماشاء الله وحرفك قوي وجذاب بمعنى الكلمة ..

التامل يا عزيزتي من الاشياء التي نهملها مع ان له ايجابيات عظيمة نجهلها ..

وانتي او اي شخص اخر لن تسيطر عليه الشيخوخة اذا كان شخص نابض بالحياة ومتفائل ويحرك افكاره ويعمل ويذهب هنا وهناك ولا يترك مجالا للجلوس والكسل ان يحيطانه !

سردك جميل وحرفك اجمل وفكارك اروع ..

استمري يا عزيزتي فأنتي الأفضل :)

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

الكريمة / عائشة
أتابع ..
ولا يزال الفكر يتأمل .. ففي سماءكم نجوم ترسم لي ملامح طريق ٍ فأبدوا كسائر يسترشد بها المزيد عن شخصكم ..
ماءٌ عذب هذا الحديث .. بارك الله لكم في هذه الموهبة وأتمنى أن أشرب المزيد .

وأما عن التأمل .. فهو عبادة
و رحمَ الله امرئ ٍ رزق فكرا متأملا ..

هنا في الشرق .. تنبض الحياة بوتيرة متسارعة فلا تكاد تدرك الأولى حتى تدهمك التالية وذلك بسبب نمط العيش الذي يعتمد على انقضاء اليوم ، فنحن نتخذ من اليوم ممرا زمنيا ً يقربنا مسافات لأهدافنا .. فإذا اقتربنا من الهدف توقف كل شيء .. و أنخنق الزمن فمات اليوم و تتالت أوراق السنة بالانصرام كورق شجرة في يوم ٍ من فصل الخريف . فالأهداف لا تتجدد على خريطة الخطط اليومية عند الكثير . ـ هذه وجهة نظري .. ـ

حقا ً نحن لا نعيش الحياة ولكن نتواجد فيها كقطع يُحركها الزمن .. فجعلنا الزمن عامل مؤثر فينا ولم نكن عامل مؤثر فيه .. لعل طول الأمل و التسويف و الجزع و الهلع و غيرها من الأمراض التي يمتلئ بها الوقت ، قد أصابت الكثير فجعلتهم لا يعيشون يومهم .

حديث شيق و يدعو للمزيد من التأمل في الحال و المآل ..

هذا ولكم وافر التقدير و الله يحفظكم و يرعاكم .

Aisha Talib يقول...

Mr.Caffeine
--------------

أستاذي القدير لقب كاتبة شرفٌ لا أدعيه
إنما هي همهمات تتكثف على سطح الروح ثم لا تلبث أن تنهمر كيفما كان ..

أحببت أن أفسِّر ما اختلط هنا بالنسبة لعبارة البدايات الجديدة لم أقصد بها الزواج فقط :) بل كل البدايات ..
عمل / دراسة / هواية ..........
مثلاً قد ترى عند الغربيين أشخاص في السبعين و يدرسون لغة جديدة أو أي شيء آخر بينما هنا نادراً ما تشاهد شخص في الأربعين ما زال يطلب العلم .

تعقيب :
--------

منذ تابعت حرفك كـ " قلم رصاص " كنت أستغرب كيف جمعت بين التخصص العلمي و كتاباتك الأدبية .. فقد قرأت لك جمل و تراكيب في غاية الجمال و إنه ليسعدني تواجد شخص متذوق للحرف مثلك في متصفحي

و على فكرة / ما عادت المرأة المطلقة أو العزباء تعاني إلا فيما ندر << الحمد لله :)

أشكرك أستاذي الفاضل على كلماتك الرائعة التي لا تعبِّر عني قدر ما تعكس لنا رقيك و ذوقك

و على ذكر المعاناة سأورد لك عبارة أعجبتني جداً

There is no oil, if olives are not squeezed...
No juice, if fruits are not pressed...
No perfume, if flowers are not crushed...
And so is the pressure of ur everyday's life
God is just bringing out the best in you!


تحياتي

Aisha Talib يقول...

حبيبتي بـــدور

ربي يسعدك على كلماتك الجميلة
أقلامنا هبة الله لنا فإما نسخرها لإسعاد سوانا أو إتعاسهم !!
و قيل : إن لم تستطع أن تسعد أخاك فلا تُحزِنه ..
ملكتِ القلم و ها أنت ترسمين به الابتسامات على كل روح ..
أسعدك الله في الدارين
و حفظ لك جميع من تحبين


تعقيب :
-----------
بعدين يا جماعة كده أنا أزعل :(
أنا قلت :
( أشعر بأنني أكملت دائرة حياتي بسرعة .. )

يعني مجرد شعور مو حقيقة

<<< لساتي في عز شبابي :)



شكراً يا غالية

Aisha Talib يقول...

بسَّام
-------

الورود لا تتفتح في أرضٍ مقفرة !!

أعني
لو لم تكن مرآة أعماقك مصقولة لما انعكس عليها أي ضوء ..

أسعدتني مشاركتك الرؤية :)

و ثق تماماً أنني حين أشعر أن كلماتي لي وحدي سأصمت


ألف ألف شكر
عاجزة حقاً عن الشكر :)

alwani يقول...

رائعٌ تأملك يا أختي عائشة :)

ماشاء الله

كلامك يستقر بهدوء الإقتناع داخل أرض أفكاري

وكأنه يقرأ أفكاري ...وولله هو لا يقرأها بل يزيد عليها سطوراً ولكنها تسكن بدون جدال أو مراجعة لها
ربما لنظرتها الصائبة وربما لأن سردك لها كان كدليل

أعذريني على كلماتي الغير مرتبة
ولكن هل أوضحت ((أنني وجدت منك اليوم حديثً أقنعني ))
يهمني أن يقنعني الكلام أكثر من أن يكون هو الحقيقة

لأنه لو أقنعني حتماً سأتفهمه وأعمل به
ولكن إن كان الحقيقة ولم يقنعني ...هناك احتملات كثيرة وكلها لن تكون الأفضل

شكراً لكِ عائشة


دمتِ بخير

Aisha Talib يقول...

ألواني
-------

أقسم لكِ بالله أن كلماتك أسعدتني
فأنا لا أكتب استدراراً للثناء و التصفيق ـ و إن كنت لا أكرههما :) ـ
و لكني بالدرجة الأولى أبحث عمن يشاركني التأمل ، يوافقني / يخالفني لا يهم الأهم أن لا أكون حبيسة معتقدات لا يراها أحد سواي ..



ألواني .. جميلةٌ أنتِ بكل ألوانك

شكراً

غير معرف يقول...

::::::::::::::::::
تتردد هذه المقولة دائما في فكري ( أنا أفكر إذا أنا موجود )
التأمل حالة تعتمد على تجسيد صور ذهنية واستدراج لحديث العقل الباطن ..
يحتاج نوع من الهدوء والسكون وبعض من التنفس يصل لأعماق الروح التي تتأمل وتفكر ..
العالم من حولنا يساعد على لحظات التفكر والتأمل .. ولكن أين الوقت والموقف ؟؟
في آية كريمة رب العباد يثني على أولائك المتفكرين والمتأملين الذين يطمحون للوصول إلى هدف ..
:
غاليتي حديث شيق ورائع .. يصل من القلب إلى القلب ..
أنتي رائعة بمعنى الكلمة ..
ومجريات الحياة أخذت حيز كبير من عالمك ..
هذا لا يعني ان نقف عند هذا الحد ربما القادم اجمل وانقى ..
رزقك الله السعادة والرضى
:
مدونتك قمة فالروعة والجمال ..شكلها رائع ..
:
:
:
:
:
:
ولكني زعلانه عليج .. 
انتظرتك فتره طويلة حتى أساعدك ولكن لم يأتي الرد منك ..
:
حفظك الله ..
::::::::::::::::::

Aisha Talib يقول...

حبيبتي / الوجد

لا مافينا من زعل
كنتِ مسافرة و قلت أعطيكِ فرصة ترتاحي قبل أبدأ الهجوم :)

:

على فكرة المتأملِّين أقل البشر تعاسة و أكثرهم سكينة و هدوء :)


ربي يسعدك و يوفقك
شكراً لكِ يا غالية